زيادة الوزن .. مشكلة غامضة ومثيرة للقلق تعانى منها النساء!

لم تعانى العديد من النساء الوزن الزائد رغم نياتهن الحسنة؟ فى ما يلى يكشف اختصاصيو الحمية بعض الأسباب والحلول الجديدة المتعلقة بهذا الموضوع.
غالبا ما تستعمل كلمة الغموض للإشارة الى جريمة قتل لم يعرف مرتكبها ولم تحل معالمها، ونادرا ما تستعمل لوصف زيادة الوزن ففى نهاية الأمر، المعادلة بسيطة وواضحة: إذا تناولت سعرات حرارية أكثر مما تحرقين، فهذا سوف يتسبب بزيادة وزنك انتهى الأمر، أليس كذلك؟ بالنسبة الى النساء اللواتى يراقبن بكثير من الحذر ومن باب الواجب حجم حصص الطعام التى يتناولنها، ويرهقن أنفسهن فى ممارسة التمارين الرياضية فى النادى الرياضى، ليكتشفن فى نهاية الأمر أنهن يكتسبن الوزن، لابد من وجود مشكلة أخرى مشكلة غامضة ومثيرة للقلق.
وفقا لتقرير نشرة أحد الخبراء فى جامعة ألاباما الأميركية فى المجلة الدولية للسمنة International Journal of Obesity، هناك مقدار وافر من العوامل الخفية التى تلعب دورا رئيسيا فى زيادة الوزن، بما فى ذلك قلة النوم وبعض الأدوية التى يصفها الأطباء. وهناك خبراء آخرون يكشفون الأسباب الأقل وضوحا التى تدفع بعض الأجسام الى احتباس الوزن بطريقة أكبر من أجسام أخرى، وهذه ليست بموهبة يقدرها الكثيرون قبل سنتين، وجد علماء فى جامعة راتبرز فى ولاية نيو جرسى الأميركية أن النساء الأكثر حساسية على النكهات المرّة وبالتالى الأكثر نفورا منها، يملن الى أن يكّن أنحف من النساء اللواتى يتمتعن بحاسة ذوق أقل حدة فى الملاحظة. ونتيجة لذلك، أصدر الباحثون نظرية قائمة على فكرة أن الأشخاص الذين يتمتعون بقدرة تحمّل أكبر للمرارة فى الطعام هم أقل قدرة على تحسس الدهون فى الطعام، لذا يأكلون كمية أكبر من الدهون.
وأظهرت دراسة جامعة راتبرز أن الأشخاص الذين يتمتعون بمعدل لمؤشر بحاسة ذوق خارقة كانوا يتمتعون بمعدل لمؤشر كتلة الجسم BMI يعادل 23.5 (للأشخاص الذين يتمتعون بجسم صحى) مقارنة بالأشخاص الذين لا يتمتعون بحاسة ذوق قوية بمعدل لمؤشر كتلة الجسم BMI يعادل 30 (للاشخاص الذين يعانون السمنة)، مما دفع الباحثين الى إسداء الأشخاص الذين ينتمون الى الفئة الثانية نصيحة تتبيل طعامهم بالخردل أو الصلصة الحارة أو الخل لكى يضيفوا اليه النكهات القوية التى يتوقون إليها دون أن يستهلكوا سعرات حرارية ودهونا إضافية. وهذا يعتبر خبرا سارا لنا جميعا: لكل مسألة محيرة ومعقدة تتعلق بزيادة الوزن، يجد الخبراء حلولا لا تقل عنها حذاقة.
1 - لا تكتسبى العادات الغذائية السيئة التى يعتمدها شريكك
إذا كنت تحبين زوجك، فهذا لا يعنى أن يكون حبك أعمى وتتبعى بلا انتباه العادات الغذائية السيئة التى يعتمدها. فالحب نافع للقلب، ولكنه قد لا يكون نافعا دائما للخصر. تظهر الدراسات أن النساء يملن الى اعتماد العادات الغذائية التى يعتمدها أزواجهن. وهذا ليس بالخبر السار إذا كان زوجك أو خطيبك يعتبر البطاطا المقلية نوعا من الخضار. حتى لو أنك لم تواكبيه فى الأكل قضمة تلو الأخرى، فلا شك فى أنك تشاركينه رقاقات البطاطا المقلية أو الفوشار بينما تشاهدان برنامجكما المفضل على التلفزيون دون أن تنتبهى الى ذلك. وهذا أمر مهم ومرتبط بالموضوع الذى نعالجه، نظرا الى أن فائضا من حوالى 50 سعرة حرارية يوميا قد يترجم فى اكتساب 5 باوندات على مدى سنة، إذا ما افترضنا عدم حصول أى تغيرات أخرى.
المفتاح لمعالجة هذه المشكلة
يؤكد إختصاصيو التغذية أن التصرفات الغذائية السيئة معدية. لذا ابقى على تيقظ من العوامل البيئية المثيرة التى قد تحملك بالتملق على تناول الطعام. إسألى نفسك عندما تكونين على وشك الإسراع فى التهام هذه الماكولات الدسمة والغنية بالسعرات الحرارية ما إذا كنت لتفعلى ذلك لو أنك خرجت برفقة صديقاتك أو كنت فى المنزل بمفردك. إذا كان جوابك لا، قلصى كمية المأكولات الدسمة التى تتناولينها مع شريكك وحاولى حتى الإقلاع عنها. أو دعيه يتناول الطبق الذى يروقه واطلبى لك سلطة أو طبق قريدس مسلوق. ولا تلقى الملامة على شريكك على البوظة التى ظهرت فجأة فى ثلاجتك فالأبحاث تظهر أن العديد من النساء يكدسن المأكولات السريعة وغير الصحية فى المنزل فى محاولة منهن لإظهار عاطفتهن لأزواجهن أو لإضافة الإثارة الى علاقتهن الزوجية ولكن سرعان ما ينتهى الأمر بأن تقعى أنت فى الشرك عوضا عنه. ويكاد معظم الرجال يأمكلون أى شئ على الإطلاق تضعينه أمام أنظارهم. لذا لا تسرعى الى تكديس المأكولات السريعة وغير الصحية فى منزلك واستعيضى عنها بالمأكولات المغذية.
2 - لا تنجرّى وراء إغراءات نهاية الأسبوع: الخبز الفرنسى والفوشار والبطاطا المقلية والمشروبات الغازية
وفقا لدراسة أجراها باحثون فى جامعة كارولينا الشمالية الأميركية، يأكل الناس معدل 115 سعرة حرارية إضافية فى كل يوم من عطلة نهاية الأسبوع بالمقارنة مع أيام الأسبوع العادية. مما يجعل المجموع 345 سعرة حرارية إضافية أسبوعيا. حوالى 43 فى المئة من السعرات الحرارية ناتجة عن الدهون (فى شكل أساسى الوجبات السريعة والحلويات). فى حين أن 36 فى المئة منها ناتجة عن المشروبات الغازية.
المفتاح لمعالجة هذه المشكلة:
يسمح بعض إختصاصيى التغذية لعملائهم بتناول وجبة أو وجبتين خارجتين عن الحمية التى يضعونها لهم شرط أن يحذروا ما يأكلونه فى فترة نهاية الأسبوع. ولكن هذا لا يعنى أن تميتى نفسك جوعا طوال النهار، لكى تتمكنى من أن تأكلى حتى التخمة طوال الليل. عوضا عن ذلك ابقى مستويات السكر فى دمك منتظمة عبر تناول عجّة من بياض البيض مع الخضار والخبز المحمّص الجاف المصنوع من القمح الكامل لوجبة الطعام النصف الصباحية ما بين الفطور والغداء، ومن ثم تناولى تفاحة وفنجان قهوة مع الحليب المقشود كوجبة خفيفة بعد الظهر. تظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يتناولون البيض عند الفطور، يأكلون أقل فى بقية اليوم مما كانوا ليفعلوا لو تناولوا طعام فطور آخر. لكى تتمكنى من التغلب على إغراء الإفراط فى العشاء فى فترات نهاية الأسبوع، اتبعى قاعدة تناول عنصرية فقط من مجموعة الخبز والمقبلات والمشروبات الغازية والحلويات. وتظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يخرجون برفقة أصدقائهم فى فترات نهاية الأسبوع، ويتبعون "قاعدة العنصرين" يأكلون حوالى 720 سعرة حرارية أقل من الأشخاص الذين لا يتبعون هذه العادة.
3 - لا تستبدلى السيجارة بالسكاكر والحلويات
ليس من باب الصدفة أن تكون نسب السمنة بين الناس قد ارتفعت بعدما انخفضت مستويات التدخين أخيرا، استنتج الباحثون أن المدخنين يكتسبون معدلا من 21 رطلا بعد إقلاعهم عن التدخين لاشك فى أن الفوائد الصحية الناجمة عن الإقلاع عن عادة التدخين تفوق بأشواط أخطار زيادة الوزن، ولكن هذا ليس بعزاء كبير عندما تصبحين مهووسة بتناول السكاكر والحلويات.
المفتاح لمعالجة هذه المشكلة:
يبدو أن مضادات الإكتئاب واللصقات وأنواع العلكة البديلة للنيكوتين تقمع اكتساب الوزن على المدى القصير. ومع أن العلكة تساعد على التخفيف من الرغبة الملحّة فى التدخين يدعو اختصاصيو التغذية إلى أن يتفادى المدمنون على السكّروالحلويات النكهات ذات المذاق الشديد الحلاوة لأنها قد تحفّز الشهية على الأكل. وينصح اختصاصيو التغذية المقلعين عن التدخين بأن يبقوا أنواع شاى الأعشاب والوجبات الخفيفة ذات السعرات الحرارية المتدنية فى متناول أيديهم. وتأتى على رأس قائمة المأكولات التى ينصحون بها الخضار النئ المقطّّّّّّّع، والمنتجات الغذائية التى تحتوى على حصص محددة من السكر، على غرار الجيلو أو الهلام الخالى من السكّر، وأى شئ يمكنك تناوله بكميات من دون أن يتسبب بتأثير سلبى كبير على وزنك.
4 - يمكن التحكّم فى المناخ أن يتدخّل فى التحكّم فى وزنك
يتحدث العلماء عن وجود رابط ما بين مرض السمنة والمنازل والمكاتب التى يتم التحكّم فى مناخها، نظريا، عندما يكون الطقس باردا، يحرق الناس سعرات حرارية أكثر بينما يحاولون الحفاظ على حرارة أجسامهم؛ وعندما يكون الطقس حارا، فهم يشعرون بالجوع أقل – لذا يمكن مكيّف الهواء أو جهاز التدفئة أن يسببا زيادة فى الوزن عبر الحؤول دون ردات الفعل هذه. إلا أن العديد من الخبراء يشككون فى هذه النظرية. ويقولون فى دفاعهم عن وجهة نظرهم إنه من الواضح أنك إذا وضعت فأرا فى الثلاجة، فهو سوف يحرق طاقة أكثر، والأمر نفسه ينطبق على البشر. كما أن معدل حرارة المنازل قد ارتفع على الأرجح خلال السنوات الخمسين الأخيرة إلا أن الفأر يأكل أكثر لكى يعوّض عن البيئة الباردة، كما أن معظم الناس سوف يرتدون كنزة للاتقاء من البرد.
المفتاح لمعالجة هذه المشكلة:
يمكن الجو البارد أن يوحى للأشخاص الكثيرى الجلوس بالإنغماس فى التقنيات الأكثر شعبية لخسارة الوزن ألا وهى ممارسة التمارين الرياضية. فلا تترددى فى الإنضمام إليها أنت ايضا!
5 - عادات النوم السيئة التى تتبعينها تتسبب بزيادة وزنك
يمكن قلّة النوم أن تنعكس على كفّة الميزان. وجد الباحثون أن النساء المحرومات من النوم هن 32 فى المئة عرضة أكثر من النساء اللواتى ينعمن بسبع ساعات من النوم ليلا، لإكتساب أقلة 30 باوندا خلال 16 سنة. حتى أن ليلة نوم سيئة واحدة فقط يمكن أن يكون لها تأثير سلبى: فى دراسة أجريت فى العام 2006 فى جامعة بنسلفانيا، تبين أن الناس يختارون أطعمة أقل تغذية بعد أن يكونوا قد أمضوا ليلة نوم سيئة. ولكن من الواضح والبديهى أن الإرهاق والتعب لا يسببان الإفراط فى الكل، مما يؤكد أن قلة النوم تؤثر على الوزن بطريقة أخرى، مثلا عبر إبطاء الأيض أو تغيير مستويات الهرمونات.
المفتاح لمعالجة هذه المشكلة:
يجب على الأشخاص الذين يعلمون أنهم سوف يبقون مستيقظين ويتناولون الطعام لفترة متأخرة من الليل، أن يتحلّوا بالحكمة لكى يختاروا البروتينات ذات النسب المتدنية من الدهون والخضار التى لا تحفز إفراز الأنسولين، مما يجعل الجسم يخزن المزيد من السعرات الحرارية كدهون. إليك بعض الخيارات الجيدة إذا كنت تنوين البقاء مستيقظة هذه الليلة: بياض البيض المخفوق بالإضافة الى الفلفل الأحمر، أو السلطة مع الدجاج المشوى. أو الجبنة القليلة الدسم مع بسكويت القمح الكامل والجزر الصغير. كما أن الاحتفاظ بالوجبات المثلجة والقليلة الدسم فى المنزل قد يحول دون أن تبحثى فى خزائن المطبخ عن السكاكر والوجبات الخفيفة عندما تكونين متعبة جدا ولا تريدين إعداد وجبة بنفسك.